" إن  حق المسلمين والمسيحيين في القدس حق أبدي خالد " ذلك التصريح التاريخي والذي صرح به جلالة الملك عبدالله الثاني خلال القمة الإسلامية الطارئة حول القدس جاء ليحدد معالم  الوحدة الإسلامية المسيحية لمواجهة المرحلة الصعبة القادمة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ، و مواصلة استنادها لنهج العهدة العمرية التي حافظت على ازدهار الحضارة الإسلامية والمسيحية في الديار المقدسة .

     ولأن ما تتعرض له القدس باعتبارها  العاصمة الفلسطينية من مخاطر جسام ودخولها درب آلام جديد شقه الاعتراف المعلن للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل ، وما تبعه من البدء بإجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس ، بحيث يشكل هذا الاعتراف اعتداء على حق الوجود العربي الإسلامي والمسيحي على الأرض المقدسة ، ويكمل نهج وسياسة الاستعمار والعنصرية على أراضيها .

        وحيث أن  النهج الهاشمي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس يمتد بجذوره منذ أمد بعيد لا تزال هذه المقدسات تحظى باهتمام بالغ في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ، وأضحت جزءاً لا يتجزأ من برنامج عمل الحكومات في عهد جلالته، بدءاً من تشكيل الصندوق الهاشمي لأعمار الأقصى وقبة الصخرة منذ عام 2007 م ، وتمويل وتسهيل مشاريع أعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية وترميم منبر صلاح الدين الأيوبي ، والاستمرار بالإشراف على الأملاك الوقفية التي تشكل ما نسبته 85% من الأملاك في أحياء القدس القديمة من خلال إدارة تلك الأملاك وترميمها وتأجيرها لأشقائنا في القدس بأجور رمزية لدعم صمودهم في الأرض المقدسة ومساعدتهم لتأمين العيش ، و حرصهم على التواصل الدائم  مع أهالي القدس واستضافتهم بصورة دورية للسماع منهم عن أحوال المدينة المقدسة ،  والعمل على تشكيل مجلس الكنائس الأردني الذي يشمل رعاية كنائس القدس وإطلاق مشروع ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة عام 2016 م ، وترسيخ مفهوم الحرم الشريف والتأكيد على عروبة القدس وتبنيه للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية .

       ونحن الآن نعيش عصر الدفاع عن القدس ، عهد الدفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ، ونحن هنا في الأردن قيادة وشعباً نفخر بأننا الدولة الأكثر دعماً للقضية الفلسطينية بالقول والفعل ، حيث دافع الأردن ولا يزال يدافع بكل ما أوتي من قوة عن فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ، بالرغم مما يحيط بنا من تحديات تعصف بالوطن العربي ، لتبقى القدس كما كانت دوماً وعلى مر العصور عاصمة القيم الروحية والإنسانية لنا جميعاً .