افتتاح المؤتمر الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن


مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، وزير الصحة الدكتور فراس الهواري يفتتح المؤتمر الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن
عمان 11 حزيران (بترا) - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن، الذي تنظمه مجموعة طلال أبو غزالة العالمية ومؤسسة طريق الرواد.
وقال الهواري، خلال الافتتاح، إن جلالة الملك يولي السياحة العلاجية اهتماما خاصا، لترسيخ موقع الأردن كمحطة متقدمة في الرعاية الصحية إقليميا وعالميا، وانطلاقا من رؤية جلالته الاستراتيجية لدور الأردن في المنطقة كوجهة طبية متميزة لما يتمتع به من بنية تحتية حديثة وكوادر بشرية مؤهلة ومنظومة صحية تتكامل فيها الكفاءة مع الإنسانية، ومواقع استشفائية مختلفة ومتنوعة.
وأكد أن الاهتمام الملكي بالسياحة العلاجية يتجلى في توجيهات جلالة الملك المستمرة لتطوير القطاع الصحي، والسعي الدائم لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، مشيرا إلى أن زيارة الدولة التي قام بها جلالته إلى الجزائر في كانون الأول 2022، شكلت محطة مفصلية في مسار التعاون الصحي بين البلدين، وتعد مثالا مهما على اهتمام جلالته بتدعيم السياحة العلاجية، وأسست لانطلاقة جديدة في تسهيل وصول المرضى الجزائريين إلى المملكة لتلقي العلاج.
وبين الهواري، أن الحكومة تبنت نهجا إصلاحيا واضحا لترسيخ بيئة جاذبة للسياحة العلاجية، تمثل في تخفيف القيود عن الجنسيات المقيدة، وتكثيف اللقاءات مع ممثلي القطاعين الصحي والسياحي، في إطار من التشاركية التي تعزز فرص النمو والاستقطاب، واستئناف خطوط طيران مباشرة بين الأردن وليبيا بما يسهل حركة المرضى، ويدعم التبادل الصحي.
وأكد أهمية التشاركية بتعزيز تنافسية الأردن في الأسواق الإقليمية والعالمية، وهو ما بدأت ثماره بالظهور من خلال الإنجازات المتحققة على أرض الواقع، إذ اختارت منظمة السياحة العالمية قبل عامين في البحر الميت، المملكة مركزا إقليميا أول للسياحة العلاجية والاستشفائية، وهو تكريم يحملنا مسؤولية مواصلة العمل والتطوير والبناء على ما تحقق.
وقال، إن وزارة الصحة وبالتعاون مع الأطراف المعنية والشركاء الاستراتيجيين، أعدت الاستراتيجية الوطنية للسياحة العلاجية للأعوام 2025–2027، التي تضمنت أربعة محاور رئيسية تشمل الحوكمة، والتسويق والترويج، وتحفيز الاستثمار، ورفع جودة الخدمات، مبينا أنه يجري حاليا العمل على عرض الاستراتيجية لإقرارها من قبل مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن المملكة تستعد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، لاستضافة اجتماع اللجنة الفنية المعنية بالسياحة العلاجية، بهدف وضع إستراتيجية عربية موحدة تدعم التعاون والتكامل بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي.
ولفت إلى إعداد أكثر من 100 حزمة علاجية مسبقة التسعير، تلبي مختلف احتياجات المرضى الزائرين، لتعزيز الشفافية والوضوح، إلى جانب التحضير لإطلاق منصة "سلامتك"، لتكون واجهة إلكترونية موحدة لخدمات السياحة العلاجية، ويشارف العمل على إعداد نظام الطب الاستشفائي على الانتهاء، تمهيدا لتنظيم هذا المسار بشكل مؤسسي متكامل.
وشدد على أن القطاع الصحي في الأردن يشهد تطورا ملحوظا يعكس الجهود المشتركة التي تبذلها مؤسسات القطاعين العام والخاص، والتي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للسياحة العلاجية.
وأوضح أن أعداد المرضى القادمين للعلاج في الأردن في ارتفاع خلال السنوات الأخيرة، إذ تضاعف عددهم تقريبا خلال أربع سنوات، فارتفع من نحو 111 ألف مريض عام 2020 إلى أكثر من 225 ألفا عام 2024، بنسبة نمو تجاوزت مئة بالمئة.
ولفت الهواري إلى أن البيانات الأولية للعام الحالي تظهر مؤشرات إيجابية على استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، إذ يتوقع أن يصل عدد المرضى الوافدين إلى المملكة نحو 290 ألفا، متجاوزا بذلك ما سجل في عام 2019، الذي بلغ آنذاك نحو 235 ألف مريض، مؤكدا أن هذه الأرقام تعكس بوضوح تعافي القطاع الصحي الأردني من التحديات السابقة، وعودته إلى أداء متميز يعزز من تنافسيته الإقليمية والدولية.